الوجيز المختصر ، في معرفة صدق أو كذب الخبر

       قسم علماء اللغة الجمل إلى نوعين : خبرية ، وإنشائية .. والفرق بينهما ينتهي إلى قبول الجملة الخبرية للصدق والكذب ، ورفض الإنشائية لهذا الحكم .
       ونحن اليوم في مرحلة نشهد فيها ويشهد وطننا الغالي فورة إعلامية وإخبارية هائلة اختلط فيها الحابل بالنابل والغث بالسمين ، وصار لزاما التفريق بين الحقيقة والخيال والصدق والكذب . ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد ، بل يمتد إلى وجوب محاربة الأخبار الكاذبة والتقليل من انتشارها ، والعمل على توضيح الحقيقة في المقابل .
في هذه العجالة أقترح أربع معايير للحكم على الخبر ، يمكن إعمالها واستشراف النتائج المنطقية للحكم على هذا الخبر .

  • أولا : مصدر الخبر . فعديد من الأخبار التي ترد إلينا لا يكون مصدرها واضحا ، بل تبدأ أو تنتهي بالكلمة "قالوا" أو "سمعت" ، وفي أحيان أخرى يكون المصدر معروفا بالكذب وتلفيق الأخبار ، فالأصلح اهمال الأخبار المجهولة المصدر ، أو التي اشتهر ناقلها أو عرف عنه الكذب.
  • ثانيا : الهدف من الخبر ، أو نتيجة الخبر : فكثير من الأخبار مبطنة ، والقصد منها لا يكون خيرا دائما خصوصا الملفقة منها، فنجدها تهدف إلى فتنة أو قطيعة أو ضلال . وبعض الأخبار صادقة ولكن طريقة سوق الخبر تحمل بين طياتها معاني أخرى غير صحيحة ، فيجب الحذر من أشياء كهذه .
  • ثالثا : موافقة الخبر للعقل : فلا تصدق ما لا يصدق ، ولا تشطح بخيالك بعيدا بتصديق أخبار كذبها واضح ، وحدوثها مستحيل.
  • رابعا : موافقة الخبر لواقع الحال : فنحن نعيش في بلادنا ، ونعرف طبيعتها ، وطبيعة أهلها ، ونعرف طبيعة المرحلة ، وخصوصيتها. فلا ينبغي اغفال كل هذه العوامل عند سماع الخبر ومحاولة الحكم عليه من ناحية الصدق والكذب .

     ثم بعد أن تحكم على الخبر وتحقق الظن بأنه صادق وجب الالتفات إلى الخطوة التالية : وهي تصديق الخبر أو نشره ، وتصديقك للخبر لا يعني أن الأصوب نشره ، بل الأجدر هو إعمال الفكر فيه ، وفي المصلحة المرجوة من نشره ، وفي تأثيره على الناس . فلا تضع نفسك في موقف مروج الأخبار الكاذبة ، ولا في ثياب ناشر الإشاعات . تريث قبل أن تنشر أو تشارك .
     كذلك يجب التفكير في النتيجة المترتبة على تصديق الخبر ، وفي تصرفاتك التالية لسماعه، فلا ينبغي ترتيب نتائج على أخبار أو معلومات مشكوك فيها . بل الأحرى التثبت من الخبر بطريقة مباشرة .
كن إيجابيا ... ساهم معنا في محاربة الإشاعة ، والتقليل من ظاهرة انتشار الأخبار الكاذبة، وأخبرنا بالطريقة الأصلح للقضاء عليها .

نشرت في صفحة إدراك على الفيس بوك بتاريخ الرابع من أكتوبر 2011 .
الطيب محسن